دنيا ودين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حكمة اليوم

اذهب الى الأسفل

حكمة اليوم Empty حكمة اليوم

مُساهمة  islem الثلاثاء أغسطس 25, 2009 4:49 pm

الحمد لله رب العالمين ، له الحمد الحسن و الثناء الجميل ،، و الصلاة و السلام


على خير خلق الله أجمعين ، محمدٍ صلى الله عليه و على آله و صحبه و مَن


اتبعهم بإحسانٍ إلى يوم الديـن .


و بعـد ،،


احفظ لسانَـكَ أيُّها الإنسـانُ ... لا يَلدَغَنَّـكَ إنَّهُ ثُعبـانُ


كَم فى المقابرِ مِن قتيلِ لسانه ... كانت تهابُ لقائهُ الأقرانُ


لسانكِ - أخيتى - هو أحد أسباب سعادتكِ فى الدنيا و الآخرة .. كيف ذلك ؟
يقـول نبينا صلى الله عليه و سلم : (( الكلمة الطيبة صدقة )) [متفق عليه] .


فإذا تكلمتِ بالخير ، و جعلتِ لسانكِ يلهجُ بذِكر الله سبحانه ، فهذا من الكلام


الطيب ... كما أنَّ الكلمة الطيبة تتمثل فى الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر ،


يعنى فى الدعوة إلى الله تعالى ..





و الدعـوة تحتاج إلى شئٍ مهمٍ جـدًا و هـو : الرفق و اللين .


يقول النبى صلى الله عليه و سلم : (( إنَّ الرفق لا يكونُ فى شئٍ إلا زانه ، و لا


يُنزَعُ مِن شئٍ إلا شانه )) [رواه مسلم] .





فـ ارفقى - أخيتى - ارفقى بمَن تدعيها ... قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه


و سلم : (( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنتَ لَهُم وَلَو كُنتَ فَظَّاً غَلِيظَ القَلبِ لانفَضُّوا مِن


حَوْلِك )) [آل عمران:159] .






أولاً : اعلمى - أخيتى - أنَّ النبى محمدًا صلى الله عليه و سلم هو قدوتنا ،


((لَقَد كَانَ لَكُم فِى رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرجُوا اللهَ وَاليَومَ الآخِرَ وَذَكَرَ


اللهَ كَثِيرًا )) [الأحزاب:21] .. و قد كان حبيبنا صلى الله عليه و سلم رفيقًا بمَن


حوله ، و بمَن يتعاملون معه ،،، فلم يُعَنِّف أحدًا من أصحابه ، بل كان يدعوهم


باللين ، (( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الحَسَنَة )) [النحل:125] ..


و كُلُّنا يعلمُ قصة الأعرابى الذى بال فى المسجد ، و كيف تعامل معه النبى صلى


الله عليه و سلم باللين .






و انظرى - أخيتى - لهذا الأسلوب الرائع فى الدعـوة من النبى صلى الله عليه


و سلم حين أراد أن يُقدِّمَ النصيحةَ لعبدالله بن عمر و يدعوه لقيام الليل ، فلم يأمره ،


بل قدَّم نصيحته على شكل اقتراح ، و هذا يجعل النصيحة مقبولة ، فقال صلى الله


عليه و سلم : (( نِعْمَ الرجل عبدالله لو كان يُصَلِّى من الليل )) [متفق عليه ] ، و فى


رواية : (( يا عبدالله : لا تكن مِثلَ فُلان ، كان يقوم الليل فترك قيام الليل )) [متفق عليه] .




و انظرى لأسلوبٍ آخر منه صلى الله عليه و سلم فى الدعوة باللين و الرفق ، فقد


أخذ بيد مُعاذ بن جبلِ رضى الله عنه و قال : (( يا مُعاذ ، واللهِ إنى لأحبك )) فقال :


((أوصيك يا مُعاذ لا تدَعَنَّ فى دُبُرِ كُل صلاةٍ تقول : اللهم أعِنِّى على ذِكرك و شُكرك


و حُسن عبادتك )) [رواه أبوداود و صحَّحه الألبانى] .





أرأيتى أخيتى : أخذ بيده / واللهِ إنى لأحبُّك / أوصيك .




ثلاثُ عباراتٍ ... ما أجملها ..!! ما أروعها ..!! ما أصدقها ..!!



‹‹ أخذ بيده ›› : استشعرى أخيتى معى هذا المعنى ... و الذى يدل على القُرب ،


و الحب ، و قوة الصلة بينهما ... و مما يؤكد ذلك : قوله صلى الله عليه


و سلم : ‹‹ واللهِ إنِّى لأحِبُّك ›› ، يُقسم بالله ، و هو صادقٌ فى قَسَمِه ،،


‹‹ إنِّى لأحبُّك ›› مشاعر جميلة صادقة يُعَبِّر عنها صلى الله عليه و سلم بكلامه .


‹‹ أوصيك ›› ، و لا يُقَدِّم الوصية إلا شخصٌ مُحِب ، تهمه مصلحتك ، و يريد لكِ


الخيـر .... فما أجمل أسلوبه صلى الله عليه و سلم فى الدعـوة ..!!!






و كم تمر بنا من مواقف فى حياتنا ، مع أخواتنا ، و زميلاتنا ، و جاراتنا ،


و قريباتنا ، كلها تحتاج إلى دعوةٍ بأسلوبٍ هادئٍ لَيِّن ..


لكنْ مِنَّا مَن تُحسِن تقديم النصيحة ، و مِنَّا مَن لا تُحسنها .






و هـذه مفاتيح تستطيعين بامتلاكها كسب حُب مَن تدعينها ، و تحقيق
هدفك ، أقدِّمُها لكِ أخيتى لعلها تنفعكِ :




1- أخلصى النيةَ لله سبحانه و تعالى ، (( وَمَا أُمِروا إِلَّا لِيَعْبُدوا اللهَ مُخلِصينَ لَهُ


الدِّينَ حُنَفَاءَ )) [البينة:5] .





2- إنْ كان المُنكر أو الفِعل المُسئ قد صدر من فتاةٍ أو امرأةٍ واحدة ، فلا تنصحيها


أمام الناس ، حتى و لو كان ذلك أمام إحدى أخواتها أو صديقاتها المُقربات منها .



تعمدنى بنُصحٍ فى انفرادى ... و جنبنى النصيحةَ فى الجماعة
فإنَّ النصح بين الناس نوعٌ ... من التوبيخ لا أرضى استماعه
فإنْ خالفتنى و عصيتَ أمرى ... فلا تجزع إذا لم تُعطَ طاعـة




3- اختارى الوقت المناسب لتقديم النصيحة ، فلا تُقدِّميها مثلاً فى وقت حُزنٍ أو


فرحٍ أو غضب ، حتى لا تُنَفِّرى المَنصوحةَ منكِ .





4- اختارى المكان المناسب لتقديم نصيحتك ، فلا تُقدِّميها فى الشارع ، أو فى منزلٍ


غير منزلك أو منزل التى تريدين نصيحتها .





5- حين تُقدِّمين النصيحة ، خاطبى قلب المنصوحة ، و لا تُخاطبى جسدها .. فلا


تضربيها إن كانت أختك أو ابنتكِ مثلاً .





6- لا تنتقديها ، فالناس لا يحبون النقد .





7- لا تدققى و تركزى على كل صغيرةٍ و كبيرة ، بل تغاضى عن بعض
الأشياء ، خاصةً تلك التى لا فائدة من ذِكرها .





8- ابدأى باستخدام جانب الترغيب ، و اجعلى أسلوب الترهيب هو آخر ما
تلجأين إليه إنْ لم يُفلح الترغيب ،، يقول الرسول صلى الله عليه و سلم :
((يَسِّروا و لا تُعَسِّروا ، و بَشِّروا و لا تُنَفِّروا )) [متفق عليه] .





9- ابتسمى فى وجه مَن تدعينها ، حتى تقبل منكِ ، و اعلمى أنكِ تؤجرين على


ابتسامتك ، فلا تبخلى بها ،، يقول النبى صلى الله عليه و سلم : (( لا تحقرنَّ


من المعروف شيئًا ، و لو أنْ تَلقى أخاك بوجهٍ طليق )) [رواه مسلم] .





10- لا تُقَدِّمى النصيحة على شكل أوامر ، بل اجعليها على شكل اقتراح ،


فلا تقولى مثلاً : افعلى كذا ، و لا تفعلى كذا .. و لكنْ قولى : ما رأيكِ لو
فعلتِ كذا ، أو : أقترح عليكِ أن تفعلى كذا ... و قد تقدمين النصيحة بطريقة
غير مباشرة على شكل قصةٍ مثلاً مُشابهة لما عليه هذه المرأة أو الفتاة ،
و تكون القصة حقيقية و نهايتها هى ما تريدين من المنصوحة تحقيقه .





11- لا تُشعريها بأنها مُخطئة ، أو بأنها قد ارتكبت ذنبًا عظيمًا و كبيرة ،
لأنها فى هذه الحالة لن تقبل منكِ ، و لن تسمع لكِ ، و ستُصر على ما
هى عليه .





12- لا تُظهرى الشماتةَ بها على ذنبها .





13- لا تُشعريها بأنكِ أفضل منها ، فلا تمدحى نفسكِ أمامها و تذكرى
محاسن صفاتك ، فتشعر بأنها أقل منكِ ، و حينها لن تكسبى ثقتها و إصغائها .





14- ارفقى بمَن تتعاملين معها و تنصحينها ، و أحسنى الظن بها ، فقد
تكون نسيت أو أخطأت عن جهل ..



و انظرى لعبدالله بن المبارك ، فقد عطس عنده رجلٌ فلم يقل "الحمد لله" ،
فقال عبدالله : ماذا يقول العاطس إذا عطس ؟ قال : الحمد لله . فقال عبدالله :
يرحمك الله .





15- اقبلى من المنصوحة أقل القليل ، فيكفى أنها سمعت لكلامك ، و استجابت
لكِ ، فارضى منها بأى شئ ، خاصةً لو كانت فى أول الطريق .





16- مع تقديمك للنصيحة ، استخدمى أسلوبًا آخر بجانبها ، و هو تقديم الهدية ،


فالهدية وسيلةٌ للتقريب بين الناس ، و بين قلوبهم ،، يقول الرسول صلى الله


عليه و سلم : (( تهادوا تحابوا )) [رواه البخارى] .. فقدمى الكتيب أو الشريط الإسلامى ، أو حتى المطويات و رسائل الجَوَّال .





17- إذا لم تستجب لكِ المنصوحة ، فلا تيأسى ، بل حاولى معها ، و غَيِّرى
من أسلوبك فى كل مرة .





18- اغتنمى الفرص ، فإذا كانت أختكِ أو ابنتكِ مثلاً تسمع الغناء ، و أثناء


استماعكما لأحد المشايخ ذكر قصة شابٍ كان يسمع الغناء فمات و خُتِمَ له بسوء ،


فحاولى إيصال المعنى لأختك أو ابنتك بطريقة غير مباشرة حتى تمتنع عن سماع


الغناء دون إجبارٍ من أحد ... و هكذا مع كل موقفٍ يمر بكِ فى حياتك .





19- لا تنظرى إلى جانب الشر فيمَن تنصحينها ، بل انظرى للجانب الخَيِّـر
فيها ، و اذكرى مَحاسنها أمامها ، حتى تكونى عادلةً مُنصِفة .





20- لا تُشعرى المنصوحة بأنكِ تُلقين مُحاضرةً عليها ، بل قَدِّمى النصيحة
باختصار .





21- راعِ المستوى العُمرى و الاجتماعى لمَن تقدِّمين لها النصيحة .. لأنها إنْ


كان مستواها الاجتماعى أو المادى أقل منكِ فستشعر أنكِ تتعالين عليها ، و إنْ


كان مستواها أعلى منكِ فقد لا تقبل نصيحتك لأنها ترى أنكِ لستِ من مستواها ..


و كذلك إنْ كانت أكبر منكِ سِنَّاً قد تستصغركِ ، و إنْ كانت أصغر منكِ فقد تشعر
بأنكِ تعطينها أوامر .. فاختارى الأسلوب المناسب لكل مَنصوحة .






و هـذه قصةٌ أعجبتنى ، ذكرها الشيخ محمد العريفى فى كتابه
"استمتـع بحياتـك " ، فأحببتُ أن أنقلها إليكن ، ففيها الفائدة إن
شاء الله .




يقـول الشيخ :



‹‹‹‹ كان عبدالله رجلاً مُتحمسًا ، لكنه تنقصه بعضُ المهارات . خرج يومًا من بيته


إلى المسجد ليُصلى الظهر ، يسوقه الحرص على الصلاة و يدفعه تعظيمه للدين .


كان يَحث خُطاه خوفًا مِن أن تُقام الصلاة قبل وصوله إلى المسجد .


مَرَّ فى أثناء الطريق بنخلة فى أعلاها رجل بلباسِ مِهنته يشتغل بإصلاح التمر .


عَجِبَ عبدالله مِن هذا الذى ما اهتم بالصلاة ، و كأنه ما سمع أذانًا و لا ينتظر


إقامة ! فصاح به غاضبًا : انزل للصلاة . فقال الرجل بكل برود : طيب طيب .


فقال : عَجِّل . صَلِّ يا حِمَار !!



فصرخ الرجل : أنا حِمَار !! ثم انتزع عسيبًا من النخلة و نزل ليفلق به رأسه !!


غَطَّى عبدالله وجهه بطرف غُترته لئلا يعرفه ، و انطلق يعدو إلى المسجد .


نزل الرجل من النخلة غاضبًا و مضى إلى بيته و صَلَّى و ارتاح قليلاً ، ثم خرج


إلى نخلته ليُكمِل عمله .



دخل وقتُ العصر و خرج عبدالله إلى المسجد . مَرَّ بالنخلة فإذا الرجلُ فوقها ،



فغَيَّـر أسلوبَ تعامله .



قال : السلام عليكم . كيف الحال ؟



قال : الحمد لله بخيـر .



قال : بَشِّر !! كيف الثمر هذه السنة ؟



قال : الحمد لله .



قال عبدالله : الله يوفقك و يرزقك و يوسع عليك ، و لا يحرمك أجر
عملك و كَدِّك لأولادك .



ابتهج الرجل بهذا الدعاء ، فأَمَّنَ على الدعاء و شَكَر . فقال عبدالله : لكنْ يبدو


أنَّكَ لشدة انشغالك لم تنتبه إلى أذان العصر !!



قد أَذَّنَ العصر و الإقامة قريبة ، فلعلك تنزل لترتاح و تُدرك الصلاة ، و بعد الصلاة


أكمل عملك . الله يحفظ عليك صحتك .



فقال الرجل : إن شاء الله ، إن شاء الله . و بدأ ينزل برفق .


ثم أقبل على عبدالله و صافحه بحرارة ، و قال : أشكرك على هذه الأخلاق الرائعة .


أمَّا الذى مَرَّ بى الظهر فيا ليتنى أراه لأعلمه مَن الحِمَار !! ›››› .






و أخيـرًا أقـول لكِ أخيتى : إذا ما امتلكتى المفاتيح السابقة ، و دَرَّبتى نفسكِ


عليها ، و حاولتى تطبيقها ، و أضفتى إليها مفاتيحَ من عندك ، فستكسبين مَن تدعينها إلى الله ، و ستكون الدعوة - بإذن الله - سهلةً يسيـرةً عليكِ .
لكـنْ ، عليكِ أن تستعينى دائمًا بالله سبحانه و تعالى ، و تتنمنين هداية الناس
من حولك ، حتى و لو لم تكونى أنتِ سببًا فى هدايتهم ... و تذكَّرى دائمًا قولَ
رَبِّكِ سبحانه : ((وَمَن أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّن دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِى
مِنَ المُسلِمِين )) [فصلت:33] ،،، و قول نبيكِ صلى الله عليه و سلم :
((لأن يهدى اللهُ بك رجلاً واحدًا خيرٌ لك مِن حُمُر النعم )) [رواه البخارى] .





أسألُ اللهَ جَلَّ و عَلا أن يُعيننا جميعًا على الدعوة إليه ، و أن يتقبل مِنَّا
الصالحَ من الأعمال و الأقوال ، و أن يُدخلنا الفردوس الأعلى ، إنه وَلِىُّ ذلك
و القادرُ عليه .





هذا و ما كان من توفيقٍ فمِن الله وحده ، و ما كان من خطأٍ أو سهوٍ
أو نسيان فمِنِّى و الشيطان و الله و رسوله منه بَراء .






و السـلام عليكـن و رحمـة الله و بـركاتـه ،،

l3yunkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkk y m3alem y si Helmi























Very Happy Very Happy Very Happy Very Happy Embarassed Embarassed Embarassed Embarassed Embarassed Cool Cool Cool Cool sunny sunny sunny sunny flower flower flower flower king king king king king king king flower flower flower flower
islem
islem

المساهمات : 5
تاريخ التسجيل : 25/08/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى