فمن سينتصر في رمضان " نفوسنا " أم الشيطان ؟؟
صفحة 1 من اصل 1
فمن سينتصر في رمضان " نفوسنا " أم الشيطان ؟؟
بسم الله الرحمن الرحيـم
الحمدلله أمر بِغضّ الأبَصار لِ شرف وكَرامة الإنسان و حِفظَه من الإنزلاق
و الفواحش والآثام فالنظر بريدُ الزِنا ، , أشهد أنَّ لا إله إلاَّ الله وحده لا
شريك له و أشهد أنَّ نبينا محمداً عبده ورسوله ـ عليه الصلاة و السلام
أما بعد :
سبحان الله ما أعظمه إذا كانت المؤمنة مأمورة بتغطية اللسان و حفظه و سترة من الخضوع بالقول و هي متحجبه متسترة و اللسان مع ذلك مغطى
فكيف بالعينين لاشك بأنهما أخطر بل أشد على القلب والجوارح
فمن غضّ بصرة أورثه الله الخشية و الخشوع والرهبة والرغبه في الآخرة
و الذي يطلق لعينيه العنان لا يقدر أن يلقى الله بقلبٍ سليم و إنما بقلبٍ ملطخ قد نجس
بالمعاصي و الآثام و الموبقات والقنوات والصور (1)
و من المعلوم أنَّ دُعاة الرذيلة يَستثير شرهُم و خاصّة في رمضان
يوم أنَّ أقبل الجميع للصيام لتلك المدرسة الربانية .. يأتي هؤلاء لِ بث السُمَّ
و قتل الحياءْ بِ أكاذيب و قصص ماجِنة إفساداً لذاك الصيام و لاحول ولا قوة إلا بالله
فإنَّ لم يَغض المؤمن بصرهُ عن إطلاقة لِمثل هذه المُنكرات لهوى و غوى نسأل الله السلامة0
سؤال :
سئل سماحة الشيخ ابن جبرين رحمه الله عن مشاهدة المسلسلات التلفزيونية ؟
ف أجاب : لا بأس بمشاهدة المسلسلات إذا كانت قصصاً بريئة لا يوجد فيها
رائحة الفساد و الغرام و ليس فيها غناء و لا صور نساء تفتن الرجال فإن وجد
من ذلك شئ فلا يجوز مشاهدتها مخافة الفتنة و الله أعلم .(2)
و كنت متى أرسلت طرفك رائداً إلى كـل عين أتعبتك المناظر
أصبت الذي لا كله أنت قـادر عليه و لا عن بعضه أنت صابر
فلا تكونن من صوام البطون و مفطري القلوب في رمضان يصوم بطنك عن
الحلال و تصول و تجول في كل منظور حرام
قال جابر ـ رضي الله عنه ـ :
إذا صمت فليصمَّ سمعك و بصرك ولسانك عن الكذب والمحارم
و دع أذى الجار و ليكن عليك سكينة ووقار و ل اتجعل يوم صومك
ويوم فطرك سواء.
(( اللهم أجعل في أبصارنا نوراً و في أسماعنا نوراً و في صدورنا نوراً
و أجعل يوم القيامة نوراً يا نور السموات و الأرض ))(3)
المرجع :
1/ كتاب القول المنير من خطب الجامع الكبير
لفضيلة الشيخ : أحمد الحواشي
2/ كتاب فتاوى علماء الحرم
3/ كتاب روح الصيام ومعانيه
د.عبدالعزيز مصطفى كامل
..
مدخل ..{
يا أمي ما شكل السماء ؟
وما الضياء؟ وما القمر ؟
بجمالها تتحدثون
ولا أرى منها أثر
هل هذه الدنيا
ظلامٌ في ظلامٍ مستمر ؟
يا أمي، مـُدّي لي يديك عسى يـُزايـُلني الضجر
أمشي أخاف تعثراً وسط النهار أو السـَـحر
لا أهتدي في السير إن طال الطريق وإن قصــُــر
أمشي أُحاذر أن يــًُصادفني إذا أخطو خطر
والأرض عندي يستوي منها البسائط والــحــُــفر
عــُــكازتي هي ناظري هل في جمادٍ من نظر
يجري الصغار ويلعبون، ويرتعون، ولا ضرر
وأنا ضريرٌ قاعدٌ في عـُـقر داري مستقر
الله يلطف بي، ويصرِفُ ما أقاسي من كدر
..........
نعمة البصر نعمة عظيمة جدا، فكل واحد منا لا يتصور حياته بدونها.
وهذه النعمة كغيرها من النعم يجب على العبد شكر المولى عزوجل عليها، وعدم استعمالها فيما يغضبه سبحانه.
نعمة البصر وكيف يكون شكرها؟
لا شك أن شكرها: يكون باستعمالها في طاعة الله. وكفرها: يكون باستعمالها في معصية الله.
فمن كان نظره اعتبارا، إذا نظر ببصره في كل شيء أخذ منه عبرة وموعظة فإنه شاكر، ومن كان نظره وبصره يصرفه في قراءة نافعة مفيدة وفي كتابة مفيدة كان شاكرا لنعمة البصر، وكذلك إذا نظر فيما يسره فشكر الله -تعالى- وحمده.
وأما إذا كان ينظر إلى الدنيا نظر اغتباط؛ فإنه لم يشكر نعمة البصر؛
ولذلك قال تعالى: وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيه ؛
أي لا تنظر إلى الدنيا نظر غبطة، ولا تنظر إلى ما متع الله به أهل الدنيا وأهل زينتها نظر احترام، ولكن انظر إليهم نظر رحمة؛ أوتوا عقولا، وما أوتوا ذكاء.
كذلك -أيضا- نعمة البصر، كيف يكون شكرها؟
عرفنا أنه يشكر الله -تعالى- بأن لا يقع بصره إلا على الشيء الذي ينفعه، وأما إذا نظر إلى العورات، ونظر إلى الصور الملهية، ونظر إلى الدنيا وزينتها، ونظر إلى ما يلهيه، ويشغله؛ فإنه يكون بذلك كافرا لهذه النعمة.
ابن جبرين رحمه الله
للجوارح صيام فالعين تصوم ايضا,, ولكن كم منا من يصوم عن الأكل والشرب والنكاح لكنه يطلق بصره في المحرمات ,,,
..
للشيخ الدكتور عائض القرني حديث بين في بدايته ماذا يعني صيام العين؟!. فقال:
صيام العين غضها عن الحرام وإغماضها عن الفحشاء وإغلاقها عن المناهي واستشهد بقوله تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ، وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} وبين فضيلته أن العين منفذ للقلب وباب للروح وذكر قول الشاعر:
وأنا الذي جلب المنية طرفه فمن المطالب والقتيل القاتل
وقال الشيخ القرني وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن علياً سأله عن النظر فقال: (غض بصرك).
مصائب:
وعن المصائب التي يصاب بها من لم يحبس نظره بين فضيلته أن منها تشتت القلب في كل وادٍ، وتمزقه في كل أرض، فلا يقر له قرار، ولا يهدأ له بال، ولا يجتمع له شمل، فهو مطعون يئن ويشكو من فعل العين سبب نظراتها وتلفتاتها. وكذلك إتعاب النفس وتعذيبها بفقد ما نظرت إليه وعدم تحصيله، فالنفس من فعل العين في حسرة وفي هم واضطراب.
إضافة إلى ذهاب العبادة وحلاوة الطاعة بإطلاق النظر، فقل على نور الإيمان السلام، إذا ما تأدبت العين، وصامت عن الحرام، ولا يجد ذوق الإيمان، ووجد اليقين إلا من غض بصره، وأطبق أجفان عينيه، وكذلك ثمة ذنب عظيم وإثم كبير جزاء وفاقا لما فعلت العين بالإعراض ولما هتكت من المحارم، وما وقع ساقط في الفاحشة إلا بعد إطلاق النظر، وضياع البصر، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، واستشهد الدكتور القرني بقول أحد السلف: أطلقت عيني مرة في حرام، فنسيت القرآن الكريم بعد أربعين سنة، جزاء من غض بصره عن الحرام أن يبده الله إيماناً يجد حلاوته في صدره، ثم نقل لنا الشيخ القرني أقوالاً قيلت عن العين فقال قالوا عن العين: هي رائد إذا أرسل صاد وإذا أنقيد انقاد، وإذا أطلق وقع بالقلب في فساد، وقالوا: إذا أفلت حبلها أوبقتك، وإذا أطلقت قيدها عذبتك، كما قال شاه الكرماني: من غض بصره عن الحرام وعمر باطنه بالتقوى، وظاهره باتباع السنة لم تخطئ له فراسة. وتلا قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ} في غض البصر.
ثمرات:
وعن ثمرات وكرامات ومنافع حبس العين ذكر الشيخ القرني منها طاعة المولى جلت قدرته في أمره بغض البصر وحسبك بهذه نعمة وعزة في الدنيا والآخرة وسلامة القلب وعماره وجمع شمله وراحته واطمئنانه وسروره وفرحه والبعد عن الفتن والأمان من البلايا والتحرز من الخطايا. وكذلك الفتح على العبد منة الله بالعلم والمعرفة والتوفيق والسداد جزاء تقواه ومن ثمار حبس العين قال القرني إنها تورث فرقاناً من الله في قلوب العارفين ونور الباري في نفوس الصادقين يعطيه تبارك اسمه لمن غض بصره وأكد الدكتور القرني أنه إذا دخل رمضان طُلب من العين أن تصوم طاعة للحي القيوم، فكم للجوع من فضل على العين:
جزى الله المسير إليك خيراً وان ترك المطايا كالمزاد
مؤكداً أن الجوع يكسر جموع العين ويحبس خطاها ويقيد مداها ويضعف شهوة النظر ويطفئ حرارة البصر.
وقال فضيلته لما أطلق العابثون أبصارهم وطفحوا بأعينهم وقعوا في براثن المعصية وفي أحابيل الفاحشة وبين أن من الناس من يصوم بطنه عن الشراب والطعام وترتع عينه في خمائل الحرام، فهذا الصائم ما عرف حقيقة الصيام.
همســه ::
فلتصم عيوننا يا عباد الله عن الحرام كما صمنا عن الشراب والطعام، عل قلوبنا أن تصح وأرواحنا أن ترتاح
قال تعالى: {وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً، مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلَا زَمْهَرِيراً}.
فمن سينتصر في رمضان " نفوسنا " أم الشيطان ؟؟
الحمدلله أمر بِغضّ الأبَصار لِ شرف وكَرامة الإنسان و حِفظَه من الإنزلاق
و الفواحش والآثام فالنظر بريدُ الزِنا ، , أشهد أنَّ لا إله إلاَّ الله وحده لا
شريك له و أشهد أنَّ نبينا محمداً عبده ورسوله ـ عليه الصلاة و السلام
أما بعد :
سبحان الله ما أعظمه إذا كانت المؤمنة مأمورة بتغطية اللسان و حفظه و سترة من الخضوع بالقول و هي متحجبه متسترة و اللسان مع ذلك مغطى
فكيف بالعينين لاشك بأنهما أخطر بل أشد على القلب والجوارح
فمن غضّ بصرة أورثه الله الخشية و الخشوع والرهبة والرغبه في الآخرة
و الذي يطلق لعينيه العنان لا يقدر أن يلقى الله بقلبٍ سليم و إنما بقلبٍ ملطخ قد نجس
بالمعاصي و الآثام و الموبقات والقنوات والصور (1)
و من المعلوم أنَّ دُعاة الرذيلة يَستثير شرهُم و خاصّة في رمضان
يوم أنَّ أقبل الجميع للصيام لتلك المدرسة الربانية .. يأتي هؤلاء لِ بث السُمَّ
و قتل الحياءْ بِ أكاذيب و قصص ماجِنة إفساداً لذاك الصيام و لاحول ولا قوة إلا بالله
فإنَّ لم يَغض المؤمن بصرهُ عن إطلاقة لِمثل هذه المُنكرات لهوى و غوى نسأل الله السلامة0
سؤال :
سئل سماحة الشيخ ابن جبرين رحمه الله عن مشاهدة المسلسلات التلفزيونية ؟
ف أجاب : لا بأس بمشاهدة المسلسلات إذا كانت قصصاً بريئة لا يوجد فيها
رائحة الفساد و الغرام و ليس فيها غناء و لا صور نساء تفتن الرجال فإن وجد
من ذلك شئ فلا يجوز مشاهدتها مخافة الفتنة و الله أعلم .(2)
و كنت متى أرسلت طرفك رائداً إلى كـل عين أتعبتك المناظر
أصبت الذي لا كله أنت قـادر عليه و لا عن بعضه أنت صابر
فلا تكونن من صوام البطون و مفطري القلوب في رمضان يصوم بطنك عن
الحلال و تصول و تجول في كل منظور حرام
قال جابر ـ رضي الله عنه ـ :
إذا صمت فليصمَّ سمعك و بصرك ولسانك عن الكذب والمحارم
و دع أذى الجار و ليكن عليك سكينة ووقار و ل اتجعل يوم صومك
ويوم فطرك سواء.
(( اللهم أجعل في أبصارنا نوراً و في أسماعنا نوراً و في صدورنا نوراً
و أجعل يوم القيامة نوراً يا نور السموات و الأرض ))(3)
المرجع :
1/ كتاب القول المنير من خطب الجامع الكبير
لفضيلة الشيخ : أحمد الحواشي
2/ كتاب فتاوى علماء الحرم
3/ كتاب روح الصيام ومعانيه
د.عبدالعزيز مصطفى كامل
..
مدخل ..{
يا أمي ما شكل السماء ؟
وما الضياء؟ وما القمر ؟
بجمالها تتحدثون
ولا أرى منها أثر
هل هذه الدنيا
ظلامٌ في ظلامٍ مستمر ؟
يا أمي، مـُدّي لي يديك عسى يـُزايـُلني الضجر
أمشي أخاف تعثراً وسط النهار أو السـَـحر
لا أهتدي في السير إن طال الطريق وإن قصــُــر
أمشي أُحاذر أن يــًُصادفني إذا أخطو خطر
والأرض عندي يستوي منها البسائط والــحــُــفر
عــُــكازتي هي ناظري هل في جمادٍ من نظر
يجري الصغار ويلعبون، ويرتعون، ولا ضرر
وأنا ضريرٌ قاعدٌ في عـُـقر داري مستقر
الله يلطف بي، ويصرِفُ ما أقاسي من كدر
..........
نعمة البصر نعمة عظيمة جدا، فكل واحد منا لا يتصور حياته بدونها.
وهذه النعمة كغيرها من النعم يجب على العبد شكر المولى عزوجل عليها، وعدم استعمالها فيما يغضبه سبحانه.
نعمة البصر وكيف يكون شكرها؟
لا شك أن شكرها: يكون باستعمالها في طاعة الله. وكفرها: يكون باستعمالها في معصية الله.
فمن كان نظره اعتبارا، إذا نظر ببصره في كل شيء أخذ منه عبرة وموعظة فإنه شاكر، ومن كان نظره وبصره يصرفه في قراءة نافعة مفيدة وفي كتابة مفيدة كان شاكرا لنعمة البصر، وكذلك إذا نظر فيما يسره فشكر الله -تعالى- وحمده.
وأما إذا كان ينظر إلى الدنيا نظر اغتباط؛ فإنه لم يشكر نعمة البصر؛
ولذلك قال تعالى: وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيه ؛
أي لا تنظر إلى الدنيا نظر غبطة، ولا تنظر إلى ما متع الله به أهل الدنيا وأهل زينتها نظر احترام، ولكن انظر إليهم نظر رحمة؛ أوتوا عقولا، وما أوتوا ذكاء.
كذلك -أيضا- نعمة البصر، كيف يكون شكرها؟
عرفنا أنه يشكر الله -تعالى- بأن لا يقع بصره إلا على الشيء الذي ينفعه، وأما إذا نظر إلى العورات، ونظر إلى الصور الملهية، ونظر إلى الدنيا وزينتها، ونظر إلى ما يلهيه، ويشغله؛ فإنه يكون بذلك كافرا لهذه النعمة.
ابن جبرين رحمه الله
للجوارح صيام فالعين تصوم ايضا,, ولكن كم منا من يصوم عن الأكل والشرب والنكاح لكنه يطلق بصره في المحرمات ,,,
..
للشيخ الدكتور عائض القرني حديث بين في بدايته ماذا يعني صيام العين؟!. فقال:
صيام العين غضها عن الحرام وإغماضها عن الفحشاء وإغلاقها عن المناهي واستشهد بقوله تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ، وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} وبين فضيلته أن العين منفذ للقلب وباب للروح وذكر قول الشاعر:
وأنا الذي جلب المنية طرفه فمن المطالب والقتيل القاتل
وقال الشيخ القرني وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن علياً سأله عن النظر فقال: (غض بصرك).
مصائب:
وعن المصائب التي يصاب بها من لم يحبس نظره بين فضيلته أن منها تشتت القلب في كل وادٍ، وتمزقه في كل أرض، فلا يقر له قرار، ولا يهدأ له بال، ولا يجتمع له شمل، فهو مطعون يئن ويشكو من فعل العين سبب نظراتها وتلفتاتها. وكذلك إتعاب النفس وتعذيبها بفقد ما نظرت إليه وعدم تحصيله، فالنفس من فعل العين في حسرة وفي هم واضطراب.
إضافة إلى ذهاب العبادة وحلاوة الطاعة بإطلاق النظر، فقل على نور الإيمان السلام، إذا ما تأدبت العين، وصامت عن الحرام، ولا يجد ذوق الإيمان، ووجد اليقين إلا من غض بصره، وأطبق أجفان عينيه، وكذلك ثمة ذنب عظيم وإثم كبير جزاء وفاقا لما فعلت العين بالإعراض ولما هتكت من المحارم، وما وقع ساقط في الفاحشة إلا بعد إطلاق النظر، وضياع البصر، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، واستشهد الدكتور القرني بقول أحد السلف: أطلقت عيني مرة في حرام، فنسيت القرآن الكريم بعد أربعين سنة، جزاء من غض بصره عن الحرام أن يبده الله إيماناً يجد حلاوته في صدره، ثم نقل لنا الشيخ القرني أقوالاً قيلت عن العين فقال قالوا عن العين: هي رائد إذا أرسل صاد وإذا أنقيد انقاد، وإذا أطلق وقع بالقلب في فساد، وقالوا: إذا أفلت حبلها أوبقتك، وإذا أطلقت قيدها عذبتك، كما قال شاه الكرماني: من غض بصره عن الحرام وعمر باطنه بالتقوى، وظاهره باتباع السنة لم تخطئ له فراسة. وتلا قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ} في غض البصر.
ثمرات:
وعن ثمرات وكرامات ومنافع حبس العين ذكر الشيخ القرني منها طاعة المولى جلت قدرته في أمره بغض البصر وحسبك بهذه نعمة وعزة في الدنيا والآخرة وسلامة القلب وعماره وجمع شمله وراحته واطمئنانه وسروره وفرحه والبعد عن الفتن والأمان من البلايا والتحرز من الخطايا. وكذلك الفتح على العبد منة الله بالعلم والمعرفة والتوفيق والسداد جزاء تقواه ومن ثمار حبس العين قال القرني إنها تورث فرقاناً من الله في قلوب العارفين ونور الباري في نفوس الصادقين يعطيه تبارك اسمه لمن غض بصره وأكد الدكتور القرني أنه إذا دخل رمضان طُلب من العين أن تصوم طاعة للحي القيوم، فكم للجوع من فضل على العين:
جزى الله المسير إليك خيراً وان ترك المطايا كالمزاد
مؤكداً أن الجوع يكسر جموع العين ويحبس خطاها ويقيد مداها ويضعف شهوة النظر ويطفئ حرارة البصر.
وقال فضيلته لما أطلق العابثون أبصارهم وطفحوا بأعينهم وقعوا في براثن المعصية وفي أحابيل الفاحشة وبين أن من الناس من يصوم بطنه عن الشراب والطعام وترتع عينه في خمائل الحرام، فهذا الصائم ما عرف حقيقة الصيام.
همســه ::
فلتصم عيوننا يا عباد الله عن الحرام كما صمنا عن الشراب والطعام، عل قلوبنا أن تصح وأرواحنا أن ترتاح
قال تعالى: {وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً، مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلَا زَمْهَرِيراً}.
فمن سينتصر في رمضان " نفوسنا " أم الشيطان ؟؟
Arwa- المساهمات : 4
تاريخ التسجيل : 25/08/2009
مواضيع مماثلة
» في " رتب رمضانك" خطوات عملية لختم القرآن
» لأنه "داء الملوك".. تعرف على أسبابه وعلاجه
» آفة السهر في رمضان
» ماذا يجب أن نفعله في رمضان؟
» رمضان راحل فهل سترحل ذنوبنا معه؟
» لأنه "داء الملوك".. تعرف على أسبابه وعلاجه
» آفة السهر في رمضان
» ماذا يجب أن نفعله في رمضان؟
» رمضان راحل فهل سترحل ذنوبنا معه؟
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى