[ شتان شتان.. بينهما في رمضان ]
صفحة 1 من اصل 1
[ شتان شتان.. بينهما في رمضان ]
أتاك شهر السعد والمكرمات
فحيّه في أجمل الذكريات
يا موسم الغفران أتحفتنا
أنت المنى يا زمن الصالحات
هبت نسائِمُ الشوقِ لكَ يا رمضان فأتيت تحمِلُ مِن العطايا الكثير ومِن المِنح الخيرِ الوفير.. تَستحِثُ سوادَ القلوبِ ليؤول إلى البياضِ بِمنحةِ ربانية تقشعُ عن الروحِ ضبابَ الذنوب وسَوداويةَ المعاصي المُتراكمة, ليرتسم على الكون لونُ البياضِ الناصِع الذي لا تشوبُه شوائِب,, وتعلوا الهِمم قِمم الجِبال الرواسي وتسقطُ الدنيا إلى الدُنى فلا يقتفي آثرها إلا من لزِم القاع وآبى الصعود !!
أطلَ هِلالُ الخيرِ على الدُنيا ليرسِم مشاعِرً تضطرِبُ بِها النفوس بينَ قاصي وداني ورمى بِنورِه على زاويةٍ إكتنفت بينَ رُكنيها فتاتان!! لِكُلٍ مِنهُما حال لَكِن شتان! شتان! رُغم إسبالِ سُتُرِ رمضان.. فأي الفُتاتان كُنتِ أنتِ..؟!
بِعزمٍ صارِم وهِمةٍ سامية وطاقةُ بلغت ذُروتها, استقبلت شهرها, بِنوايا التغيير والعزِمِ على المسير, بِهمةٍ مُتوقِدة وانطِلاقةٍ قَويةٍ حالِمة, وبِعهودِ العطاء والبذلِ والسخاء.. كانت نُقطةُ البِداية عقدت النواصي وبدأت فِي صِيامِها وقيامِها وتِلاوتها واستِذكارِها وصدقتِها وللعلى قادت جيادها حيثُ مواطِن العطاء وارتقت وسمت عن الدُنى وهجرت الدُنيا لتفوز بالآخرة!
هذهِ كانت صاحبتُنا الأولى في رُكنِها القاصي..
بِخوفٍ ووجل وطول ترقبٌ وكسل وتقاعُسٍ وملل, استضافت ضيفها الكريم شهر رمضان الحبيب, بِنيةٍ مُختلِفة وعزمٍ مِن حديد فِي الاستمِرار والتزود بِالمزيد مِن حصادِ السنون في عالمِ الفنون.. واقتِفاءِ آثرِ السهر على المرح والفرح الموقوت, وجادت للشيطان بِالعهود على أن تجعل الشهرَ مِنها يفوت وأن تسكُن القاع حتى لا يُلهيها هِلالُ الخيرِ عن حصادِ الذنوب.. وهذهِ صاحبُتنا الأُخرى في رُكنِها الداني..
سمعتك يا قرآن والليل غافل
سريت تهز القلب سبحان من أسرى
فتحنا بك الدنيا فأشرق صبحها
وطفنا ربوع الكون نملؤها أجرا
وهُناك حيثُ تسكُنُ صاحِبتُنا الأولى حفِظت جُزأها, وتَلت وِردها, وصامت يومها, وأعدت فطورها, بينَ طاعةِ لوالِدة, وذكرٍ يُرطِبُ لِسانها, وطاعةٍ تشغلُ عقلها, وهِيَ فِي ربوةِ مِن الخيرات تجني ثِمارها مِن آثرِ الطاعات..
أما الأُخرى قضت نهارها بِترديد أغانيها, واستِماعِ موسيقاها, والنومِ في سريرِها لانقضاء نهارِها, ونهرٍ وزجرٍ لِوالدتِها, وتأفُفٍ ملحوظ, وترقُب لِمدفعِ الإفطار, وانشغال العقل بِقصة الأمس وحلقة اليوم, انقضى يومها ولم تزرع في تُربتِها غيرَ الحنظل إثرِ المعاصي.. وغاب عنها قولِه تعالى: ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد.
يا صائماً ترك الطعام تعففاً
أضحى رفيق الجوع واللأواء
أبشر بعيدك في القيامة رحمة
محفوفة بالبرّ والأنداء
(تسحروا فإن في السحور بركة) عمِلت بِقولِ نبيها, والتمست البركة في صومِها, واخرت السحور وعجلت الفطور, ولم يفتأ ذِكرُ ربِها عن لِسانِها تُردِدُه, فكانت مِن الذاكرين الشاكرين..
وصاحِبتُنا الأُخرى لم تنهض مِن نومِها, فاعتكفت سريرها, ولم يكُن لها في السحورِ حاجةً تُريدُها, ولم تستيقِظ حتى دنوا المغرِب رُغم الترقُب أخرت الفِطر نوماً وتكاسُلا, ونَسيت دُعاء فِطرِها وبِهذا خسِرت يومها..
ليلها بينَ سجودٍ وركوع, قد شعَ مِن مُصلاها النور, وحفتها الملائِكة, تُرتِل آياتِ الله في نغمٍ عذب, تَسمعُ نحيبها في الوعيد, وتستبشِر فِي آياتِ النعيمِ المُقيم, وجدت لذتها بينَ يَدي ربِها, وسعادتها في ثنايا آياتِهِ.. ولِسانُ حالِها يقول:
يا أيه الراقد كم ترقد
قم يا حبيبا قد دنا الموعد
و خذ من الليل و ساعات
حظا إذا هجع الرقد
من نام حتى ينقي ليله
لم يبلغ المنزل أو يجهد
قللذوي الألباب أهل التقى
قنطرة العرض لكم موعد
أما تِلك سهِرت ليلها, لا لِصلاة تُقيمها أو دمعةٍ مِن خشيةٍ تُسقِطُها, لَكِنها سهِرت على التِلفاز تُتابِعُ الجديد, وبِتلهفٌ شديد, تُشاهِدُ المُسلسلات, وتتبعهُا الفوازير والمُسلسلات, وإن آتى خلفها الكليبات, فلديها الوقتُ والجهدُ والسعيُ الحثيث.. وتغفوا على أنغام الموسيقى, وترحلُ مِن رمضان وقد خلفت الزاد, ومضت بِلا وقود !
نعودُ للأولى حيثُ بذلت الصدقات, وأخرجت الزكاة, وللفقراء أفاضت عليهم بسخاء, انتهزت رمضان فأفطرت الصائمين, ودعتهم لِمائِدةِ الإفطار, وأرسلت لدور المحتاجين, وأوقفت الطعام لعابري السبيل, أرادت أن تصوم الشهر مراتٍ عديدة فقد صح عنه أنه قال: (من فطر صائما كان له مثل أجره دون أن ينقص منأجر الصائم شيئا).
والأُخرى أهدرت مالها في الأسواق, بين تسكُعٍ وهدرٍ للأوقات, وبينَ إسرافِ المالِ على ما ليسَ له طائِل ولا حاجه, بِدعوى العيدِ والبهجة, وإذا ما اعترض طريقها سائل نهرتهُ أو رمت لهُ بِما لا يُسمن ولا يُغني مِن جوع, وأقامت الولائم لها وللعائلة من شتى الأصناف وضيعت حق الفقيرِ في متوسط طعامِها..
شتان بينهُما فالأولى سمت للجنات والثانية سقطت في عالمِ المُغريات, ولم تقاوم الملذات بالاجتهاد والبذل..
أُخيه.. إن الصيام جِهادٌ وصبر ومقاومة المُغريات والتغلُب على النفسِ بالداخل كي تُطبق الجوارح الطاعات, فيصومُ كُل جُزٍ فيكِ عن المعاصي, اللِسان عن فاحِش وبذيء الكلام, والفم عنِ الشرابِ والطعام, والأذُن عنِ الأغاني والمُنكرات, والعين عنِ النظرِ لِما حرمَ الله وغضِ البصر.. وبِهذا يكُن لكِ أوفر الحظِ والنصيبِ بِالفوز بِرمضان..
(من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)
{ رواء ..
إلى الأعلى^
[ الصيـام .. وذكريات الصبا ]
يأتينا رمضان كل عام
ولا أنسى كيف مرت علي ذكريات الصبا فيه
إن له ذكرى مميزة
ذكريات حينما كنت أشعـر أنه وجب علي الصيام
أتحدى من حولي
ولاأستطيع أن أختلس شربة ماء بعيدًا عن الإخوة
حتى لا يتندروا بي أني طفلة لا أقوى على الصيام !
بينما [ أمي الرحيمة ] تسقيني شربة ماء أو قطعة طعام
على حد قولها أني مازلت صغيرة
ما أروعها من ذكريات
وتوالت الأعوام ومرت السنون
حتى أصبح الصيام فرض عينٍ علي فكان لزامٌ علي صومه
وكل عام تزداد عظمته في قلبي
وأشعر أن للصيام معنىً آخر
معنىً يختلف عن { ذكريات طفولتي
مع روعتها وحلاوة تذكرها
حين كان الصيام يعني لي ألا آكل ولا أشرب فقط
حتى كبر معناه وفهمته أكثر
ليكون بعون الله صيام للجوارح واللسان وطعام للقلب والجنان
لكن مازلتُ أستمتع بذكريات طفولتي
من هنا أحببنا أن نستمتع مع فتياتنا بـ ذكرياتهن الطفولية وبداياتهن مع صيام رمضان
فأجرينا في نبض الفتيات التقرير الآتي
أشعر أني كبيرة :")
ذكرت الغالية " بوح سمآ "
أن أول صيامها رُبما كان في السنة الأولى من المرحلة الإبتدائية
وتقول :
(( كُنتُ أرى الجميع يَصوم و بِحُكم ترتيبي من أفراد أُسرتي
يَفرض عليِّ الصيِّــام حيث لم يكن أحد يُفطر ^_*
و أميِّ كان لها جُلَّ الفضل بعد الله سبحانه وتعالى ..
لا أتذكر جيِّداً إلاَّ أنيِّ أَشعُر أنيِّ كبيرة :")
حيثُ يُقرِبُوني و يَنادوني بِـ الصائمة ..
وَأتذكر أجمل شئ في الصيام هو الإستيقاظ للسحور
أشعر بلذة وفرح عميق و كأنَّ الدنيا مُلّكُ يدي
و كوني صمتْ صغيرة فرُبما تأوّهتُ يوماً عند أميِّ
فَ أشغلتني بالعمل :") .. ))
" سنة خامس ابتدائي "
ذكرت أختنا " غلا وكلي حلا " أن أول تجربة لها في الصيام كانت في الصف الخامس الابتدائي
وكان يوم رآئـع ومميـز لها حيث كان من إرادتها لا بطلب أحد منها
وصمَّمْتُ أن لا أُفطِر رَغْم مابي !
قالت " طموحي الدعوة " حين سئلت عن أول صيام لها :
(( لاأذكر اليوم بالتحديد ولكن عندما بلغت (في أول متوسط)
لاأذكر إذا صمت قبل هذا اليوم وأنا صغيرة ))
ثم ذكرت موقفًا رهيبًا حصل لها في ذلك اليوم :
(( الموقف الذي حصل أنني مصابة بفقر الدم
ولكني صممتُ إلا أن أصوم
ففي ذلك اليوم كنت متعبة وأشعر أنني مرهقةً جداً جداً
وأبي وأمي يقولان لي : أفطري يابنيتي ! .. ليس عليكِ حرج ..أنت مريضة ..
ولكن صممت أن لا أفطر على الرغم من تعبي
وقبيل المغرب بساعة تقريباً شعرت بالتعب يزداد
ثم استفرغت وأفطرت ..
ولم أصم ذلك الشهر ولكن الحمدلله قضيته فيما بعد ))
يومٌ صعبْ
كان أول يوم صامته " حنو الحربي " صعبًا وشاقًا حيث قالت :
(( واجهت صعوبة لأن اليوم كان طويلاً وحارًا وكنت أصحى مبكرًا ))
ثم قالت :
(( أغمى علي بعد الإفطار !!
لأني كنت ضعيفة جدًا وأحسستُ بـ شدة العطش ))
عمري 10 سنوات
ذكرت " سديم " أنها صامت منذ كان عمرها 10 سنوات
وواجهت عطشًا وصعوبة في الصوم إلا أن والدتها هونت عليها
ومن طريف ما ذكرته أنها في آخر يوم بينما كانت تلعب وتمرح إذ قدِم والدها بـ " آيس كريم "
فنسيت كل شيء وتناولته وهي صائمة !
وكان ذلك قُبيل المغرب بقليل !
ثم تذكرت حين أذن المؤذن وقتها [ الله أكبر .. الله أكبر .. ]
:")
جدتي ^^
أم سلمى :
(( عندما كنتُ صغيرة و احاول الصيام
كانت جدتي الغالية رحمها الله تشفق عليَ
فتقول لي صومي نصف يوم فقط و في الغد نصف يوم آخر و سأخيطها لكِ
^_^ أمر مضحك للغاية
و كنت أصدقها و أصوم كل يوم حتى الساعة الـ12 ظهرًا و أفطر ،
و سنة بعد سنة عندما كبرت أكثر ، كنت أصوم بضعة أيام في رمضان فقط
فإذا ما صمت 5 أيام أفرح و أحس أني حققت شيئًا ما
و لله الحمد منذ أول رمضان صمته فرضًا عليّ ازداد التزامي
و كان أول رمضان أختم فيه القرآن ، و أطيل من حجابي و أترك المصافحة
أحسست اني كبرت و أنه منذ اليوم عليَ أن أحذر ))
ذكريات طريفة
أمتعتنا " دمعـ بسمتي ـتي " حيث قالت :
(( هنا إن كتبت سأضحك على نفسي كثيرًا مع تلك الذكريات الطفولية الرائعة
سأبحث في الماضي وأُخرج ذكرياته ..
عندما كنت صغيرة لم أكن أصوم ولا أذكر أنني صمت
ولكن ماأتذكره هو أنني حين بلغت وأصبح الصيام أمرًا لازمًا علي
وكنت حين ذاك صغيرة ولا أفهم شيئًا من أمور الحياة
بالفعل كنت صغيرة .. لم أكن أفهم معنى الصوم
ولكني كنت أصوم أمام أهلي ومن خلفهم تتسابق خطواتي إلى الثلاجة
لأجني أطايب الثمر وآكل منها ماشئت
وإلى اليوم لا أحد يعلم بهذا الأمر
فقط الخادمة هي من تعلم وكانت تهددني بإخبار أهلي
ولكنها لم تفعل .. ولله الحمد .. :") .. ))
نصف صوم !
من جميل ماذكرته " شموخ طفلة " :
(( في بداية الصيام كنت اقتدي بمن هم أكبر مني
ولكني أصوم نصف صوم :")
أعني من أول النهار الى العصر وكان عمري لا يتعدى العاشرة
كان نظام المدارس عندنا في الرياض يوجد وقت الفسحة للصفوف الدنيا
اما الصفوف العليا لم يكن لهم فسحة
فكنت أنا أصوم مع بداية دوام المدرسة من الصباح الى الساعة 00: 2 ظهرًا
وتبدأ معه وقت الفسحة عندي :")
لان أبي كان يحضر لإخواني الصغار وقت العصر ( فشار وكيك وآي سكريم و و و )
فكنت أغضب من ذلك .. وأذهب لآكل معهم :")
تقول لي أمي : أبطلتِ صيامك !!
لكني أردعليها وأقول : لابأس غدًا سأصوم :")
وكان أبي ينظر إلي ويضحك علي
ولكن تمر الأيام وأنا أصوم من وقت الإمساك الى وقت أذان العصر
يوم يأتي آخر يوم في رمضان
الناس يفرحون بالعيد إلا أنا !!
أبكي و أصيح لأني ماصمت يومًا كاملاً
:")
وبعدها يأتي رمضان فأصومه كاملاً ولله الحمد على نعمة الصيام والقيام ))
حقًا .. كانت أيام رآئعة ببراءة أحداثها وطيبة نفوسنا فيها
مواقف رمضانية طريفة و ذكريات طفولية رآئعة
تعود بنا وترسم البهجة على قلوبنا كلما ذكرناها
وتمر الأيام ليتحول معنى الصيام في الطفولة حين كان عن طعام وشراب
ويصبح الآن ذو طابع آخر بمعاني الصيام الحقيقية
فنعقل أن الصيام ليس عن طعام وشراب بل عن خطايا ومنكرات
نسأل الله أن يوفقنا للصيـام حق الصيـام
وألا يحرمنا ووالديـنا وأهليـنا أجر صيامنا في طفولتنا ~
:")
فحيّه في أجمل الذكريات
يا موسم الغفران أتحفتنا
أنت المنى يا زمن الصالحات
هبت نسائِمُ الشوقِ لكَ يا رمضان فأتيت تحمِلُ مِن العطايا الكثير ومِن المِنح الخيرِ الوفير.. تَستحِثُ سوادَ القلوبِ ليؤول إلى البياضِ بِمنحةِ ربانية تقشعُ عن الروحِ ضبابَ الذنوب وسَوداويةَ المعاصي المُتراكمة, ليرتسم على الكون لونُ البياضِ الناصِع الذي لا تشوبُه شوائِب,, وتعلوا الهِمم قِمم الجِبال الرواسي وتسقطُ الدنيا إلى الدُنى فلا يقتفي آثرها إلا من لزِم القاع وآبى الصعود !!
أطلَ هِلالُ الخيرِ على الدُنيا ليرسِم مشاعِرً تضطرِبُ بِها النفوس بينَ قاصي وداني ورمى بِنورِه على زاويةٍ إكتنفت بينَ رُكنيها فتاتان!! لِكُلٍ مِنهُما حال لَكِن شتان! شتان! رُغم إسبالِ سُتُرِ رمضان.. فأي الفُتاتان كُنتِ أنتِ..؟!
بِعزمٍ صارِم وهِمةٍ سامية وطاقةُ بلغت ذُروتها, استقبلت شهرها, بِنوايا التغيير والعزِمِ على المسير, بِهمةٍ مُتوقِدة وانطِلاقةٍ قَويةٍ حالِمة, وبِعهودِ العطاء والبذلِ والسخاء.. كانت نُقطةُ البِداية عقدت النواصي وبدأت فِي صِيامِها وقيامِها وتِلاوتها واستِذكارِها وصدقتِها وللعلى قادت جيادها حيثُ مواطِن العطاء وارتقت وسمت عن الدُنى وهجرت الدُنيا لتفوز بالآخرة!
هذهِ كانت صاحبتُنا الأولى في رُكنِها القاصي..
بِخوفٍ ووجل وطول ترقبٌ وكسل وتقاعُسٍ وملل, استضافت ضيفها الكريم شهر رمضان الحبيب, بِنيةٍ مُختلِفة وعزمٍ مِن حديد فِي الاستمِرار والتزود بِالمزيد مِن حصادِ السنون في عالمِ الفنون.. واقتِفاءِ آثرِ السهر على المرح والفرح الموقوت, وجادت للشيطان بِالعهود على أن تجعل الشهرَ مِنها يفوت وأن تسكُن القاع حتى لا يُلهيها هِلالُ الخيرِ عن حصادِ الذنوب.. وهذهِ صاحبُتنا الأُخرى في رُكنِها الداني..
سمعتك يا قرآن والليل غافل
سريت تهز القلب سبحان من أسرى
فتحنا بك الدنيا فأشرق صبحها
وطفنا ربوع الكون نملؤها أجرا
وهُناك حيثُ تسكُنُ صاحِبتُنا الأولى حفِظت جُزأها, وتَلت وِردها, وصامت يومها, وأعدت فطورها, بينَ طاعةِ لوالِدة, وذكرٍ يُرطِبُ لِسانها, وطاعةٍ تشغلُ عقلها, وهِيَ فِي ربوةِ مِن الخيرات تجني ثِمارها مِن آثرِ الطاعات..
أما الأُخرى قضت نهارها بِترديد أغانيها, واستِماعِ موسيقاها, والنومِ في سريرِها لانقضاء نهارِها, ونهرٍ وزجرٍ لِوالدتِها, وتأفُفٍ ملحوظ, وترقُب لِمدفعِ الإفطار, وانشغال العقل بِقصة الأمس وحلقة اليوم, انقضى يومها ولم تزرع في تُربتِها غيرَ الحنظل إثرِ المعاصي.. وغاب عنها قولِه تعالى: ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد.
يا صائماً ترك الطعام تعففاً
أضحى رفيق الجوع واللأواء
أبشر بعيدك في القيامة رحمة
محفوفة بالبرّ والأنداء
(تسحروا فإن في السحور بركة) عمِلت بِقولِ نبيها, والتمست البركة في صومِها, واخرت السحور وعجلت الفطور, ولم يفتأ ذِكرُ ربِها عن لِسانِها تُردِدُه, فكانت مِن الذاكرين الشاكرين..
وصاحِبتُنا الأُخرى لم تنهض مِن نومِها, فاعتكفت سريرها, ولم يكُن لها في السحورِ حاجةً تُريدُها, ولم تستيقِظ حتى دنوا المغرِب رُغم الترقُب أخرت الفِطر نوماً وتكاسُلا, ونَسيت دُعاء فِطرِها وبِهذا خسِرت يومها..
ليلها بينَ سجودٍ وركوع, قد شعَ مِن مُصلاها النور, وحفتها الملائِكة, تُرتِل آياتِ الله في نغمٍ عذب, تَسمعُ نحيبها في الوعيد, وتستبشِر فِي آياتِ النعيمِ المُقيم, وجدت لذتها بينَ يَدي ربِها, وسعادتها في ثنايا آياتِهِ.. ولِسانُ حالِها يقول:
يا أيه الراقد كم ترقد
قم يا حبيبا قد دنا الموعد
و خذ من الليل و ساعات
حظا إذا هجع الرقد
من نام حتى ينقي ليله
لم يبلغ المنزل أو يجهد
قللذوي الألباب أهل التقى
قنطرة العرض لكم موعد
أما تِلك سهِرت ليلها, لا لِصلاة تُقيمها أو دمعةٍ مِن خشيةٍ تُسقِطُها, لَكِنها سهِرت على التِلفاز تُتابِعُ الجديد, وبِتلهفٌ شديد, تُشاهِدُ المُسلسلات, وتتبعهُا الفوازير والمُسلسلات, وإن آتى خلفها الكليبات, فلديها الوقتُ والجهدُ والسعيُ الحثيث.. وتغفوا على أنغام الموسيقى, وترحلُ مِن رمضان وقد خلفت الزاد, ومضت بِلا وقود !
نعودُ للأولى حيثُ بذلت الصدقات, وأخرجت الزكاة, وللفقراء أفاضت عليهم بسخاء, انتهزت رمضان فأفطرت الصائمين, ودعتهم لِمائِدةِ الإفطار, وأرسلت لدور المحتاجين, وأوقفت الطعام لعابري السبيل, أرادت أن تصوم الشهر مراتٍ عديدة فقد صح عنه أنه قال: (من فطر صائما كان له مثل أجره دون أن ينقص منأجر الصائم شيئا).
والأُخرى أهدرت مالها في الأسواق, بين تسكُعٍ وهدرٍ للأوقات, وبينَ إسرافِ المالِ على ما ليسَ له طائِل ولا حاجه, بِدعوى العيدِ والبهجة, وإذا ما اعترض طريقها سائل نهرتهُ أو رمت لهُ بِما لا يُسمن ولا يُغني مِن جوع, وأقامت الولائم لها وللعائلة من شتى الأصناف وضيعت حق الفقيرِ في متوسط طعامِها..
شتان بينهُما فالأولى سمت للجنات والثانية سقطت في عالمِ المُغريات, ولم تقاوم الملذات بالاجتهاد والبذل..
أُخيه.. إن الصيام جِهادٌ وصبر ومقاومة المُغريات والتغلُب على النفسِ بالداخل كي تُطبق الجوارح الطاعات, فيصومُ كُل جُزٍ فيكِ عن المعاصي, اللِسان عن فاحِش وبذيء الكلام, والفم عنِ الشرابِ والطعام, والأذُن عنِ الأغاني والمُنكرات, والعين عنِ النظرِ لِما حرمَ الله وغضِ البصر.. وبِهذا يكُن لكِ أوفر الحظِ والنصيبِ بِالفوز بِرمضان..
(من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)
{ رواء ..
إلى الأعلى^
[ الصيـام .. وذكريات الصبا ]
يأتينا رمضان كل عام
ولا أنسى كيف مرت علي ذكريات الصبا فيه
إن له ذكرى مميزة
ذكريات حينما كنت أشعـر أنه وجب علي الصيام
أتحدى من حولي
ولاأستطيع أن أختلس شربة ماء بعيدًا عن الإخوة
حتى لا يتندروا بي أني طفلة لا أقوى على الصيام !
بينما [ أمي الرحيمة ] تسقيني شربة ماء أو قطعة طعام
على حد قولها أني مازلت صغيرة
ما أروعها من ذكريات
وتوالت الأعوام ومرت السنون
حتى أصبح الصيام فرض عينٍ علي فكان لزامٌ علي صومه
وكل عام تزداد عظمته في قلبي
وأشعر أن للصيام معنىً آخر
معنىً يختلف عن { ذكريات طفولتي
مع روعتها وحلاوة تذكرها
حين كان الصيام يعني لي ألا آكل ولا أشرب فقط
حتى كبر معناه وفهمته أكثر
ليكون بعون الله صيام للجوارح واللسان وطعام للقلب والجنان
لكن مازلتُ أستمتع بذكريات طفولتي
من هنا أحببنا أن نستمتع مع فتياتنا بـ ذكرياتهن الطفولية وبداياتهن مع صيام رمضان
فأجرينا في نبض الفتيات التقرير الآتي
أشعر أني كبيرة :")
ذكرت الغالية " بوح سمآ "
أن أول صيامها رُبما كان في السنة الأولى من المرحلة الإبتدائية
وتقول :
(( كُنتُ أرى الجميع يَصوم و بِحُكم ترتيبي من أفراد أُسرتي
يَفرض عليِّ الصيِّــام حيث لم يكن أحد يُفطر ^_*
و أميِّ كان لها جُلَّ الفضل بعد الله سبحانه وتعالى ..
لا أتذكر جيِّداً إلاَّ أنيِّ أَشعُر أنيِّ كبيرة :")
حيثُ يُقرِبُوني و يَنادوني بِـ الصائمة ..
وَأتذكر أجمل شئ في الصيام هو الإستيقاظ للسحور
أشعر بلذة وفرح عميق و كأنَّ الدنيا مُلّكُ يدي
و كوني صمتْ صغيرة فرُبما تأوّهتُ يوماً عند أميِّ
فَ أشغلتني بالعمل :") .. ))
" سنة خامس ابتدائي "
ذكرت أختنا " غلا وكلي حلا " أن أول تجربة لها في الصيام كانت في الصف الخامس الابتدائي
وكان يوم رآئـع ومميـز لها حيث كان من إرادتها لا بطلب أحد منها
وصمَّمْتُ أن لا أُفطِر رَغْم مابي !
قالت " طموحي الدعوة " حين سئلت عن أول صيام لها :
(( لاأذكر اليوم بالتحديد ولكن عندما بلغت (في أول متوسط)
لاأذكر إذا صمت قبل هذا اليوم وأنا صغيرة ))
ثم ذكرت موقفًا رهيبًا حصل لها في ذلك اليوم :
(( الموقف الذي حصل أنني مصابة بفقر الدم
ولكني صممتُ إلا أن أصوم
ففي ذلك اليوم كنت متعبة وأشعر أنني مرهقةً جداً جداً
وأبي وأمي يقولان لي : أفطري يابنيتي ! .. ليس عليكِ حرج ..أنت مريضة ..
ولكن صممت أن لا أفطر على الرغم من تعبي
وقبيل المغرب بساعة تقريباً شعرت بالتعب يزداد
ثم استفرغت وأفطرت ..
ولم أصم ذلك الشهر ولكن الحمدلله قضيته فيما بعد ))
يومٌ صعبْ
كان أول يوم صامته " حنو الحربي " صعبًا وشاقًا حيث قالت :
(( واجهت صعوبة لأن اليوم كان طويلاً وحارًا وكنت أصحى مبكرًا ))
ثم قالت :
(( أغمى علي بعد الإفطار !!
لأني كنت ضعيفة جدًا وأحسستُ بـ شدة العطش ))
عمري 10 سنوات
ذكرت " سديم " أنها صامت منذ كان عمرها 10 سنوات
وواجهت عطشًا وصعوبة في الصوم إلا أن والدتها هونت عليها
ومن طريف ما ذكرته أنها في آخر يوم بينما كانت تلعب وتمرح إذ قدِم والدها بـ " آيس كريم "
فنسيت كل شيء وتناولته وهي صائمة !
وكان ذلك قُبيل المغرب بقليل !
ثم تذكرت حين أذن المؤذن وقتها [ الله أكبر .. الله أكبر .. ]
:")
جدتي ^^
أم سلمى :
(( عندما كنتُ صغيرة و احاول الصيام
كانت جدتي الغالية رحمها الله تشفق عليَ
فتقول لي صومي نصف يوم فقط و في الغد نصف يوم آخر و سأخيطها لكِ
^_^ أمر مضحك للغاية
و كنت أصدقها و أصوم كل يوم حتى الساعة الـ12 ظهرًا و أفطر ،
و سنة بعد سنة عندما كبرت أكثر ، كنت أصوم بضعة أيام في رمضان فقط
فإذا ما صمت 5 أيام أفرح و أحس أني حققت شيئًا ما
و لله الحمد منذ أول رمضان صمته فرضًا عليّ ازداد التزامي
و كان أول رمضان أختم فيه القرآن ، و أطيل من حجابي و أترك المصافحة
أحسست اني كبرت و أنه منذ اليوم عليَ أن أحذر ))
ذكريات طريفة
أمتعتنا " دمعـ بسمتي ـتي " حيث قالت :
(( هنا إن كتبت سأضحك على نفسي كثيرًا مع تلك الذكريات الطفولية الرائعة
سأبحث في الماضي وأُخرج ذكرياته ..
عندما كنت صغيرة لم أكن أصوم ولا أذكر أنني صمت
ولكن ماأتذكره هو أنني حين بلغت وأصبح الصيام أمرًا لازمًا علي
وكنت حين ذاك صغيرة ولا أفهم شيئًا من أمور الحياة
بالفعل كنت صغيرة .. لم أكن أفهم معنى الصوم
ولكني كنت أصوم أمام أهلي ومن خلفهم تتسابق خطواتي إلى الثلاجة
لأجني أطايب الثمر وآكل منها ماشئت
وإلى اليوم لا أحد يعلم بهذا الأمر
فقط الخادمة هي من تعلم وكانت تهددني بإخبار أهلي
ولكنها لم تفعل .. ولله الحمد .. :") .. ))
نصف صوم !
من جميل ماذكرته " شموخ طفلة " :
(( في بداية الصيام كنت اقتدي بمن هم أكبر مني
ولكني أصوم نصف صوم :")
أعني من أول النهار الى العصر وكان عمري لا يتعدى العاشرة
كان نظام المدارس عندنا في الرياض يوجد وقت الفسحة للصفوف الدنيا
اما الصفوف العليا لم يكن لهم فسحة
فكنت أنا أصوم مع بداية دوام المدرسة من الصباح الى الساعة 00: 2 ظهرًا
وتبدأ معه وقت الفسحة عندي :")
لان أبي كان يحضر لإخواني الصغار وقت العصر ( فشار وكيك وآي سكريم و و و )
فكنت أغضب من ذلك .. وأذهب لآكل معهم :")
تقول لي أمي : أبطلتِ صيامك !!
لكني أردعليها وأقول : لابأس غدًا سأصوم :")
وكان أبي ينظر إلي ويضحك علي
ولكن تمر الأيام وأنا أصوم من وقت الإمساك الى وقت أذان العصر
يوم يأتي آخر يوم في رمضان
الناس يفرحون بالعيد إلا أنا !!
أبكي و أصيح لأني ماصمت يومًا كاملاً
:")
وبعدها يأتي رمضان فأصومه كاملاً ولله الحمد على نعمة الصيام والقيام ))
حقًا .. كانت أيام رآئعة ببراءة أحداثها وطيبة نفوسنا فيها
مواقف رمضانية طريفة و ذكريات طفولية رآئعة
تعود بنا وترسم البهجة على قلوبنا كلما ذكرناها
وتمر الأيام ليتحول معنى الصيام في الطفولة حين كان عن طعام وشراب
ويصبح الآن ذو طابع آخر بمعاني الصيام الحقيقية
فنعقل أن الصيام ليس عن طعام وشراب بل عن خطايا ومنكرات
نسأل الله أن يوفقنا للصيـام حق الصيـام
وألا يحرمنا ووالديـنا وأهليـنا أجر صيامنا في طفولتنا ~
:")
Arwa- المساهمات : 4
تاريخ التسجيل : 25/08/2009
مواضيع مماثلة
» آفة السهر في رمضان
» ماذا يجب أن نفعله في رمضان؟
» دعاء القنوت ليلة 27 رمضان
» رمضان راحل فهل سترحل ذنوبنا معه؟
» برنامج لتنظيم الوقت في رمضان
» ماذا يجب أن نفعله في رمضان؟
» دعاء القنوت ليلة 27 رمضان
» رمضان راحل فهل سترحل ذنوبنا معه؟
» برنامج لتنظيم الوقت في رمضان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى