دنيا ودين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أنصر نبيك يا مسلم

اذهب الى الأسفل

أنصر نبيك يا مسلم Empty أنصر نبيك يا مسلم

مُساهمة  linda الثلاثاء أغسطس 25, 2009 5:51 pm

ن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا من يهديه الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد،،

فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: { لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم }، { إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً}، قرن أسمه باسمه في الآذان وجعل شأنه عالياً، وتفضل عليه بالوحي والرسالة، واصطفاه من بين خلقه ليكون خاتم النبيين، وكان فضل الله عليك عظيماً، وجعل له لواء الحمد والمقام المحمود، هذا نبينا عليه الصلاة والسلام أفضل الأنبياء، إمامهم يوم القيامة وقائد الغر المحجلين يوم الدين، ويوم يرجع الأنبياء إليه للشفاعة ليقضى بين الخلائق، فيقوموا هؤلاء الكفرة اليوم بشن الغارات على شخص محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، ليبوأ بالإثم في البداية والمسلسل طويل من قبلهم.

صحيفة دنمركية بالرسومات الساخرة التي تستهزئ بأعظم رجل وطئت قدماه الثرى، صورة آثمة وقحة وقاحة الكفر وأهله، ليكون في ذلك الرسم عمامة تشبه قنبلة ملفوفة حول رأس رجل كأنهم بل صرحوا أنه إرهابي، وهذا من شدة ما أرهبهم، ثم تأتي جريدة أخرى نرويجية لتنكأ الجراح وتشن الغارة من جديد، لتعيد نشر الرسوم الوقحة التي نشرت من قبل، { أتواصوا به بل هم قوم طاغون }، فيا لله ماذا بقي في الحياة من لذة عندما ينال من مقام محمد صلى الله عليه وسلم ثم لا ينتصر له؟، وماذا نقول تجاه هذا العداء السافر والتهكم المكشوف؟، هل نغمض أعيننا؟، أو نصم أذاننا؟، أو نطبق أفواهنا وفي القلب عرق ينبض؟، والذي كرم محمد وأعلى مكانته صلى الله عليه وسلم لبطن الأرض أحب إلينا من ظاهرها إن عجزنا أن ننطق بالحق وندافع عن نبينا صلى الله عليه وسلم، آلا جفت أقلام وشلت سواعد قد امتنعت عن تسطير الأحرف، والنطق بالكلمات للذود عن حوض النبي صلى الله عليه وسلم .

فإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمد منكم فداء

وهكذا يا عباد الله، يسفر هؤلاء أعداء الدين من أهل الكتاب وغيرهم عن وجوههم القبيحة مرات كثيرة، بصور مختلفة وتعاد الصورة مرة أخرى والتاريخ يعيده الله عزوجل، { إنا أعطيناك الكوثر فصلي لربك وأنحر إن شانئك هو الأبتر }، الشانئ العدو المبغض الساب الشاتم هذا منقطع الذكر، قليل الأثر، هذا هو الذي لا عقب له ولا يبقى له نسل ولا حسن ذكر، أما أنت يا محمد صلى الله عليه وسلم فتبقى ذريتك، وصيتك الحسن بين العباد، وآثار فضلك إلى يوم القيامة، ولك في الآخرة نهر الكوثر والخير الكثير .

عباد الله لما قام قريش يسبونه عليه الصلاة والسلام وقامت تلك المرأة تقول

مذمماً عصينا ودينه أبينا

قال عليه الصلاة والسلام: " ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم، يشتمون مذمماً ويلعنون مذمماً وأنا محمد ". رواه البخاري ومسلم .

وهكذا،، دافع الله عن نبيه عليه الصلاة والسلام وذكره بالمقام العظيم في كتابه، وأنزل هذه الصورة وغيرها من الآيات للدفاع عن محمد عليه الصلاة والسلام، { ن والقلم وما يسطرون* ما أنت بنعمة ربك بمجنون* وإن لك لأجراً غير ممنون* وإنك لعلى خلق عظيم } ، { ألم نشرح لك صدرك* ووضعنا عنك وزرك* الذي أنقض ظهرك * ورفعنا لك ذكرك }، وهكذا رفع ذكره، وخفض شانئه وشأنهم.

تقوم الرسومات الكاريكاتورية الساخرة اليوم بالاستهزاء بنبينا عليه الصلاة والسلام في رسمها ورمزها ولكن ليس نبينا بالصورة التي رسومها ولا بالخلق الذي وصفوه، فوجهه عليه الصلاة والسلام هو الضياء والطهر والقداسة والبهاء، أعظم استنارةً وضياءاً من القمر ليلة البدر، يفيض سماحة وبشراً وسروراً، طلعته آسرة تأخذ بالألباب، وكل من رآه عرف صدقه في وجهه، ومنهم من ارتعدت فرائسه وهو ينظر إليه، ومنهم من بكى إجلالاً له وإعجاباً، وما كان عليه الصلاة والسلام عابساً ولا مكشراً، إنه صلى الله عليه وسلم كان أشد حياءًا من العذراء في خدرها، إذا سر استنار وجه كأنه قطعة قمر، أهدب الأشفار، أكحل العينين كأنه سبيكة فضة، مليح الوجه، يقول أنس رضي الله عنهما: " ما مسست حريراً ألين من يد رسول الله صلى الله عليه وسلم "، كان عليه الصلاة والسلام يعرف بريح الطيب إذا أقبل، كان عليه الصلاة والسلام أحسن الناس خلقاً، وأكرمهم، وأتقاهم، كان عليه الصلاة والسلام لا يستكبر أن يمشي مع المساكين، تأخذ الجارية الصغيرة بيده فينطلق لقضاء حاجتها، كان يزور الأمصار ويسلم على صبيانهم، ويأتي ضعفائهم ويزورهم ويعود المرضى، ويشهد الجنائز، كان عليه الصلاة والسلام يجلس على الأرض ويأكل على الأرض، ويعتقل الشاة فيحلبها كان يخصف نعله، ويخيط ثوبه، ويفليه ويحلب شاته، ويخدم نفسه، كان يبيت الليالي طاوياً لا يجد عشاءاً، وكان لا يجد ما يملئ بطنه من الدقل وهو التمر الرديء، وكان يعصب الحجر على بطنه من الجوع مرات، يقبل الهدية ولا يأخذ الصدقة، كان أشجع الناس إذا أحمر البأس اتقوا به في القتال، تمر به الهرة فيسقي لها الإناء لتشرب منه، كان عليه الصلاة والسلام عفواً يغفر ويصفح حتى عفا عن ذلك المشرك الذي أخترط سيفه ورفعه عليه صلتاً، قال: من يمنعك مني؟، قال: الله، فشلت يد المشرك وسقط السيف من يديه، كان سخياً كريماً أجود الناس، كان عليه الصلاة والسلام عظيماً في أخلاقه وآدابه وخلقته.

ألم ترى أن الله خلد ذكـره إذ قال في الخمس المؤذن أشهد

وشق له من أسمه ليجـله فذو العرش محمود وهذا محمد

أوفر الناس عقلاً، وأسدهم رأياً، وأصحهم فكرة، وأسخاهم يداً، وأنداهم راحة، وأجودهم نفساً، يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، يجود ويقول: " أنفق يا بلال ولا تخشى من ذي العرش إقلالا "، أرحب الناس صدراً، وأوسعهم حلماً، لا يزيده جهل الجاهلين عليه إلا عفواً، أعظم الناس تواضعاً لا يتميز عن أصحابه بمظهر، ألين الناس عريكة، وأسهلهم طبعاً، ما خير بين أمرين إلا أختار أيسرهما، لا يغضب لنفسه فإذا انتهكت حرمات الله لم يقم لغضبه شيء، ولا يستطيع أن يقف أحد في طريقه، كأنما يفقأ في وجه حب الرمان تعظيماً لحرمات الله وغضباً لها، أشجع الناس قلباً، وأقواهم إرادة، يخوض الغمار قائلاً: " أنا النبي لا كذب أنا أبن عبد المطلب "، أعف الناس لساناً، وأوضحهم بياناً، يسوق الألفاظ مفصلة كالدرر مشرقة، كالنور هو طاهر كالفضيلة، إنه صاحب العفة يقيم الحدود، ويقسم بالعدل بين الناس، هو أسمح الخليقة روحاً، وأعلاها نفساً، وأزكاها وأعرفها بالله، أشد الناس في أمر الله، أخشى الناس لله، يؤتي كل ذي حق حقه، قضى زهرة شبابه مع امرأة من قريش تكبره بخمس عشرة سنة، قد تزوجت من قبل وما تزوج بعدها لاستمتاع مجرد، بل كان في زواجه عليه الصلاة والسلام مصالح عظيمة، أرفق الناس بالضعفاء، وأعظمهم رحمة بالمساكين، شملت رحمته حتى البهيمة، فهو ينهى أن يحد شفرته أي الجزار بحضرة الشاة وهي تلحظ إليه، وأن تذبح شاة في حضرة أخرى وهكذا،، أخبر أن امرأة دخلت النار في هرة حبستها، إنه أمين الله على وحيه ومصطفاه من خلقه، أختاره الله وبعثه رحمة للعالمين، وحمل هداية رب السماء إلى أهل الأرض، نور النبوة مشكاتها وشعاعها ينطلق من لسانه.

خلقت مبرأ من كل عيب كأنك قد خلقت كما تشاء

عباد الله، لقد أنصف بعض الكفار نبينا عليه الصلاة والسلام لما قرءوا سيرته من عظم أخلاقه، ومن عظم هذه الحياة التي تركت وراءه مسطرة، فرضوان الله عن أصحاب ما فوتوا صغيرة ولا كبيرة إلا ونقلوها من شأنه عليه الصلاة والسلام، ولا يوجد رجل في العالم لا في القديم، ولا في الحديث، لا من المسلمين، ولا من الكفار، سيرته منقولة بهذه الدقة، فهل رأيت في العالم من نقيت صفته وسيرته وأحداث حياته كمحمد عليه الصلاة والسلام؟، ولذلك يقول:

· مايكل هارت في الخالدين المائة وقد جعل على رأسهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: لقد أخترت محمداً صلى الله عليه وسلم في أول هذه القائمة، لأنه هو الإنسان الوحيد في التاريخ الذي نجح نجاحاً مطلقاً على مستوى الديني والدنيوي، قد دعا إلى الإسلام وأصبح قائداً سياسياً وعسكرياً ودينياً وبعد ثلاث عشرة سنة من وفاته، فإن أثر محمد عليه السلام ما يزال قوياً متجدداً، وقال: ولما كان محمد صلى الله عليه وسلم قوة جبارة لا يستهان بها، فيمكن أن يقال أيضاً: إنه أعظم زعيم سياسي عرفه التاريخ.

· أما برناردشو الإنكليزي وله مؤلف أسمه محمد قد أحرقته سلطات بلاده يقول فيه: إن العالم أحوج ما يكون إلى رجل في تفكير محمد صلى الله عليه وسلم، وإن رجال الدين في القرون الوسطى ونتيجة للجهل أو التعصب، قد رسموا لدين محمد صورة قاتمة، لقد كانوا يعتبرونه عدوا للمسيحية، لكنني أطلعت على أمر هذا الرجل فوجدته أعجوبة خارقة، وتوصلت إلى أنه لم يكن عدوا للمسيحية بل يجب أن يسمى منقذ البشرية، وفي رأيي أنه لو تولى أمر العالم اليوم لوفق في حل مشكلاتنا بما يأمن السعادة والسلام التي يرنوا إليها البشر.

· ويقول آن بيزيت: من المستحيل لأي شخص يدرس حياة وشخصية نبي العرب العظيم، ويعرف كيف عاش، وكيف علم الناس، إلا أن يشعر بتبجيل هذا النبي الجليل، أحد رسل الله العظماء، هل تقصد أن تخبرني أن رجلاً في عنفوان شبابه لم يتعد الرابعة والعشرين من عمره بعد أن تزوج من امرأة أكبر منه بكثير وظل وفياً لها طيلة ستة وعشرين عاماً، ثم عندما بلغ الخمسين من عمره السن التي تخبوا فيها شهوات الجسد، تزوج لإشباع رغباته وشهواته؟، ليس هكذا يكون الحكم على حياة الأشخاص.

· أما تولستوي ( الأديب العالمي ): فيقول يكفي محمداً فخراً أنه خلص أمة ذليلة دموية من مخالب شياطين العادات الذميمة، وفتح على وجوههم طريق الرقي والتقدم، وإن شريعة محمد ستسود العالم لانسجامها مع العقل والحكمة.

· أما شبرك النمساوي فيقول: إن البشرية لتفتخر بانتساب رجل كمحمد إليها، إذ أنه رغم أميته استطاع قبل بضعت عشر قرناً أن يأتي بتشريع سنكون نحن أوروبيين أسعد ما نكون إذا توصلنا إلى قمته.

· وهكذا يصفه إدوار مونته الفرنسي: عرف محمد صلى الله عليه وسلم بخلوص النية، والملاطفة، وإنصافه في الحكم، ونزاهة التعبير عن الفكر والتحقق.

· وقال الإنجليزي توماس كارليل الحائز على جائزة نوبل في كتابه الأبطال: لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد متحدث في هذا العصر، أن يصغي إلى ما يقال من أن دين الإسلام كذب، وأن محمد خداع مزور، وقد رأيناه طول حياته راسخ المبدأ، صادق العزم، كريماً براً رءوفاً، تقياً، فاضلاً، حراً، رجلاً شديد الجد، مخلصاً، وهو مع ذلك سهل الجانب، لين العريكة، جم البشر والطلاقة، حميد العشرة، حلو الإيناس، بل ربما مازح وداعب، كان عادلاً، صادق النية، ذكي اللب، شهم الفؤاد كأنما ما بين جنبيه مصابيح كل ليل بهيم ممتلئاً نوراً، رجلاً عظيماً بفطرته لم تثقفه مدرسة ولا هذبه معلم، وهو غني عن ذلك.
linda
linda

المساهمات : 3
تاريخ التسجيل : 25/08/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى